أجواء رمضانية من هُنا وهُناك { أجواء السودان

أجواء السـودان في هذا الشهـر الفضيـل .....[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

إذا حل رمضان في بلاد السودان

السودان دولة مترامية الأطراف ، ولمعرفة الظلال ممتدة الضفاف ، متعددة القبائل والتقاليد ، كثيرة الأعراف .
ولكن على الرغم من ذلك ، وعلى غرار الكثير من الدول والممالك ، فإن شعبها يتواصل ويتفق ، وتجري أيامهم على نمط متسق ، إذا شهر رمضان أقترب وتيمن الناس بتفريج الكرب ، عمد الناس إلى بعض الطقوس ، باذلين الوقت والفلوس .
فلا يمر من أول شهر شعبان خمسة أيام ، إلا وينهمك الخواص والعوام في تحضير شراب سوداني أصيل ، ليس له في باقي الدول مثيل .. ولا تكاد تخلو مائدة رمضانية منه ، ولا يمكن لمواطن سوداني الاستغناء عنه .
وهو شراب "الحلو مر " من يشربه يروى ويُسَر .

وهذه صورة لـشراب k]الحلو مر ...

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

كيف يُصنـع هذا الشـراب ...؟

ويصنع من حبات الذرة التي تندى بالماء بين طبقتين مزدوجتين من قماش الخيش (جوالين فارغين من الخيش) حيث يشبعان بالماء الوفير يومياً لمدة خمسة أيام ،

يفرش جوال الخيش على الأرض ، وتشر حبات الذرة فوقه وتغطى بجوال آخر من فوقها ، وتغمر بالماء الكثير ، وبعد مرور الأيام الخمسة ، يفصل الجوالان عن بعضهما ، وإذا بحبات الذرة قد أنبتت بطول ثلاث سنتيمترات متوغلة داخل أنسجة الخيش ، بعضها في الجوال الأسفل وبعضها في الأعلى ، وتسمى هذه المرحلة "بالزريعة " ..

. بسبب خروج تلك الساق الرفيعة ، ويتم بعد ذلك نشرها في الشمس لتجفيفها وتحميصها جيداً ، لتطحن حتى تصير كالدقيق ، يخمر بعد ذلك ويطهى على نار مع إضافة الماء الكافي بالقدر المناسب . ومن بداية صنعها حتى الانتهاء من إعدادها تكون قد استغرقت من الوقت عشرة أيام كاملة تمر على الأهالي في سعادة وهم يقومون بإعدادها متنسمين عبير الشهر المبارك ، وإنك إذ تمر في الشوارع بين الحارات في ذاك الوقت ، خاصة في النصف الأخير من شهر شعبان فستجد رائحة التحميص أو التخمير قد عبقت المكان ، وضاع أريجها في أجواء السودان ، وتصاعد الدخان مع الرائحة النفاذة المميزة ، دلالة على قيام أهل هذه البيوت بإعداد الحلو مر.

واعداد هذا المشروب بخطواته الطويلة هذه يجعل أيام شهر شعبان تمر بسهولة يحسونها دون باقي شهور السنة ، لأن إعداده يتم بشغف وبهجة الأمر الذي يدعوهم لإطلاق اسم "قصيرّ" على شهر شعبان هو الاسم العامي لهذا الشهر بالفعل في السودان .

تعميم الفوائد والاجتماع إلى الموائد :

من أهم العادات المميزة لأهل السودان في شهر رمضان هي الإفطار بصورة جماعية لا تجدها في أي قطر آخر.
فتجد الساحات في المناطق وكل الأحياء ، وكأنها معدة أو متروكة عمداً لتجمع الناس ساعة الإفطار أو قبلها بقليل تجد أن كل أسرة كبيرة أو صغيرة يحمل أحد أفرادها صينية الإفطار بصحبة باقي الأفراد (الرجال فقط) وتوضع في الساحة التي تكون قد اكتظت بأعداد الصائمين ، وعندما يؤذن للمغرب يجلس كل فرد إلى أي مائدة ، فليس بالضرورة أن يجلس الأفراد إلى مائدتهم (صينيتهم) ولكن يمكنه تناول الإفطار من أية مائدة تروق له وبعد الانتهاء من تناول الإفطار وأداء الصلاة ، لا يذهب الناس إلى منازلهم ، بل يكملون جلستهم يتسامرون ولا تخلو كل ساحة من شخص يحظى بشعبية أو قبول لدى قطاع عريض من إخوانه ، يجلسون إليه مستمعين بحديثه وتعليقاته الطريفة والساخرة وسرعة بديهته ، وتسمع من حين لآخر قهقهات الرجال والشبان الذين لا يتمالكون أنفسهم من شدة الضحك ، كما ينهمك آخرون في أحاديثهم العادية ومناقشة أمور دينهم ودنياهم .
ويظلون هكذا حتى يحين موعد صلاة العشاء ، فتنتهي الجلسة ويذهبون لأداء صلاة العشاء والتروايح والوتر .
وتتكون مائدة الإفطار الرمضاني من "العصيدة" التي يتم إعدادها من دقيق الذرة .. إلى جانب مشروبين أو ثلاثة ويكون مشروب "الحلو مر" أساسياً ، يتكرر كل يوم .

ولا ننسَـى أكلة السودان a]القـراصـة ...

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

وَ شيـة الجمـر

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

وَ ملاح التقليـة

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

البعد عن الزيف وإكرام الضيف

في طباع شعب السودان كرم مطبوع ، وهو شعب صابر قنوع ، لا تصنّع في عاداته ولا زيف ، حتى البخيل يجود في رمضان ولا تدري كيف ‍، ذلك لأن شهر رمضان …. شهرٌ كريم .
رمضان شهر كريم يتحول فيه الشخص البخيل إلى شخص كريم ، ويزداد فيه الكريم كرماً .
وفي السودان خاصة في المناطق التي تجاوزها شوارع المرور الطويل تجد أن عدداً كبيراً من الناس يذهبون بموائدهم قرب الشارع الرئيسي وعند موعد الإفطار يقفون في عرض الشارع وكأنهم شرطة الحركة ، ويقومون بتوقيف الباصات الكبيرة المسافرة إلى مناطق بعيدة ، يقومون بإنزال جميع راكبيها لتناول طعام الإفطار .
وفي الساحات التي تكون داخل الأحياء والقرى ، إذا مَرّ أيّ أحد عند موعد الإفطار راكبا كان أو راجلاً تجد الجميع يصيحون فيه في وقت واحد وكأنهم متفقين (أتفضل يا زول) ولا يقبلون أي اعتذار .

أطفال السودان في رمضان :

الأطفال يكونون أكثر ابتهاجاً في رمضان من الكبار ، وذلك لأنهم موعودين بما تشتهيه أنفسهم من المأكولات والمشروبات ، كما أن البرنامج التلفزيوني السوداني تخصص فيه مساحة كبيرة لبرامج الأطفال ، وبعض الأطفال رغم أنهم لا يصومون تجدهم يحثون أمهاتهم على إيقاظهم لتناول السحور ؟ وإذا جاء الصبح وأدرك الطفل أو والدته لم توقظه فلا شك أن هناك مشاجرة حاصلة لا محالة مع أمه .
لأن أول مراحل الصوم بالنسبة للطفل ، هي مشاركة أسرته في وجبة السحور ، والمرحلة التي تليها هي مشاركتهم الصوم بالنهار .

.
.

مشكووووووووور جزاك الله كل خير

جزاك الله كل خير

» أسئلة رمضانية (3)
» أسئلة رمضانية (2)
» أسئلة رمضانية (1)